الاثنين، 20 سبتمبر 2010

قصه الاراده والتصميم


وحيد" كفيف تحدّى إعاقته ليُثبت للجميع أن الله عادل أخذ منه نعمة البصر ليعطيه البصيرة، وملأ
قلبه بالتحدي والإرادة.

بدأت قصة وحيد إبراهيم عوّاد (37 سنة) -الحاصل على ليسانس آداب- عندما قابل أحد أصدقائه، وطلب منه أن يعلّمه كيفية التعامل مع الحاسب الآلي؛ فسخر صديقه منه ونصحه بالابتعاد عن الكمبيوتر لأنه كفيف؛ فخرج وحيد متضايقاً، ورغم حزنه فإن إرادته وإصراره على تعلّم الكمبيوتر قد زاد؛ فتوجّه إلى محلّ مستلزمات كمبيوتر واشترى حاسباً آلياً بالتقسيط، وبدأ في التعامل معه رغم شعوره بالجهل؛ ولكنه ظلّ على يقين أنه سينجح، وبالفعل أخبره أحد أصدقائه المكفوفين عن مؤسسة النور لتعليم المكفوفين الكمبيوتر.


ولم يسمح "وحيد" للفرصة بأن تفوته؛ فالتحق بالمؤسسة وتعلّم الحاسب وتطوّر فيه إلى أن نجح في الحصول على شهادة الـICDL ، ولم يكتفِ بذلك؛ بل حصل على دورة مدرب مدربي كمبيوتر، ورغم نجاحه غير المتوقع شعر "وحيد" بأنه لم يصل إلى هدفه بعد؛ فقرر أن يتعلم البرمجيات وبدأ أول خطوة في تنزيل "ويندز" للجهاز.


ووصف "وحيد" هذه الخطوة بالأصعب؛ فكلما أخبر أحداً ذكّره بأنه كفيف؛ ولكنه أصرّ على تنفيذ هذه الخطوة وبدأ في حفظ خطوات "التسطيب" وأغلق جميع الأجهزة الكهربائية حتى يسمع صوت ميديا الهارد؛ فلو أصدر الكمبيوتر صوتاً عرف أن أوامر التسطيب لم تظهر بعد، ولو توقّف يبدأ في تنفيذ أوامر التنفيذ، واستغرقت هذه المحاولة 3 ساعات، ونجح "وحيد" كعادته وشجّعه ذلك على تطوير نفسه في مجال البرمجيات، وتعلّم تصميم المواقع والبرامج.


ورأى وحيد أن مجال الصيانة هو الوحيد الذي لم يتطرق إليه؛ فقرّر أن يتعلمه فقام بتفكيك جهازه، وبدأ في لمس كل قطعة على حدة وأثناء ذلك دخل إحدى جيرانه ورآه فصرخ في وجهه "أنت دمرت الجهاز"؛ فضحك وحيد وردّ بثقة "سأركبه مرة أخرى"، وبالفعل نجح وحيد في تركيبه.


واحترف "وحيد" مجال الحاسب الآلي بكل فروعه من صيانة وبرمجيات، وعمل في إحدى محلات الصيانة، ويتذكر "وحيد" أول يوم في العمل بأن الزبائن عندما كانت تراه كانت تسخر منه وتتركه، واستمر هذا الوضع لمدة شهرين إلى أن دخل شاب وطلب صيانة جهازه بعدما ذهب به إلى أغلب محلات الصيانة ولم يفلح أحد في إصلاحه؛ ولكن المفاجأة وترتيب القدر كان نجاح "وحيد" في إصلاحه ليشتهر في هذا المجال ولتزيد شهرته كل يوم مع كل جهاز جديد يُصلحه رغم إعاقته.


اختصر "وحيد" قصة نجاحه في كلمتين هما الإصرار وعدم الاستسلام للواقع.. وأنتم أيضاً تعلّموا منه الإصرار على التعلم والنجاح، وعدم الاستسلام للظروف والأزمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق